
ماذا يحدث في الساحل السوري؟
تشهد مناطق الساحل السوري تصعيداً مستمراً مع خروج مظاهرات غاضبة في طرطوس واللاذقية، احتجاجاً على القصف الذي استهدف ريف جبلة. أسفرت الاشتباكات عن مقتل 15 عنصراً من هيئة تحرير الشام ( الأمن العام ) ، خلال كمائن وهجمات نفذتها مجموعات مسلحة . بالتزامن مع ذلك، وصلت تعزيزات عسكرية كبيرة من إدلب، مما ينذر بتوسيع العمليات العسكرية في ريف اللاذقية.

تعزيزات عسكرية وتصعيد متجدد
وصول تعزيزات عسكرية من إدلب إلى ريف اللاذقية يشير إلى أن هيئة تحرير الشام تستعد لشن عمليات عسكرية أوسع، مستخدمة مقاتلين من جنسيات مختلفة. هذا التصعيد يضيف المزيد من التوتر إلى المشهد الميداني، حيث تزداد حدة الاشتباكات بين الفصائل المسلحة، بينما يدفع المدنيون الثمن الأكبر.

المدنيون في مرمى القصف
تعرضت قرى حرف الساري، بعبدة، الدالية، وبيت عانا لقصف مدفعي وصاروخي مكثف. الأوضاع الإنسانية تتدهور بسرعة، مع نقص حاد في المواد الغذائية والخدمات الأساسية، ما يجعل المدنيين عالقين في دائرة العنف، بلا أي مخرج واضح.
الجولاني يرى المظاهرات ويُظهر قوته على السوريين، أما أمام إسرائيل فهو أعمى

في الوقت الذي يراقب فيه الجولاني المظاهرات في الساحل، ويرد عليها بالقصف والعمليات العسكرية، يبقى صامتاً تماماً أمام إسرائيل، التي لا تبعد سوى بضعة كيلومترات عن دمشق. هذا التناقض الصارخ يكشف حقيقة أولوياته، حيث يسعى لفرض نفوذه بالقوة على المدنيين، بينما يتجنب أي مواجهة مع اسرائيل.
فمنذ أن نصب نفسه رئيساً للمرحلة الانتقالية، يدّعي الجولاني أنه يحمي البلاد، لكنه في الواقع مجرد أداة لتنفيذ أجندات خارجية، حيث تتحرك قواته وفق المصالح الإقليمية وليس وفق مشروع وطني حقيقي. في الوقت الذي يقتل فيه السوريين بحجة بسط سلطته، يبقى صامتاً أمام الخطر الحقيقي، ليكشف أنه مجرد ورقة في لعبة أكبر تُحركها أطراف لا تضع مصلحة سوريا وشعبها في أولوياتها.