
الجنوب اللبناني ينتفض بلا هوادة
تتصاعد الأحداث في جنوب لبنان مع استمرار مسيرات العودة إلى القرى الحدودية التي يحتلها الجيش الإسرائيلي، وسط تصميم شعبي على كسر المعادلات المفروضة بالقوة العسكرية. فمنذ ساعات الصباح الأولى، توافد أهالي ميس الجبل، حولا، كفركلا، وعيترون إلى مشارف قراهم، رافعين راية العودة، رغم التحذيرات الإسرائيلية المستمرة. في المقابل، واجه الاحتلال هذه التحركات بالنار والقنابل الصوتية، محاولاً صدّ الجموع الغاضبة، في مشهد ينذر بمزيد من التصعيد.
الميدان يشتعل: الاحتلال يستخدم القوة.. والمحتجون يرفضون التراجع
التحركات الشعبية في الجنوب لم تكن مجرد تجمعات احتجاجية عادية، بل تحوّلت إلى انتفاضة شعبية حقيقية أمام واقع الاحتلال. في عيترون، اضطر الجيش الإسرائيلي إلى الانسحاب إلى أطراف البلدة، مما سمح للجيش اللبناني والأهالي بالدخول إلى بعض أحيائها، في خطوة تُعتبر اختراقاً رمزياً للجدار الأمني الذي يحاول الاحتلال فرضه.
أما في يارون، فقد واجه المحتجّون رصاص الاحتلال وقنابله الصوتية، لكنهم لم يتراجعوا، وظلّوا في حالة اشتباك مستمر مع القوات الإسرائيلية التي لم تستطع إنهاء التظاهرات بالقوة، بل زادت من حدّة الغضب الشعبي.
وفي تطور خطير، أقدمت البحرية الإسرائيلية على اعتقال صياد لبناني قرب رأس الناقورة، في خطوة استفزازية قد تؤدي إلى توسيع رقعة المواجهات.
الاحتلال يناور : هل يتغير المشهد؟
يحاول الجيش الإسرائيلي كسب الوقت والمراوغة عبر تمديد قرارات حظر العودة إلى القرى الحدودية، وإرسال تهديدات مبطنة باستخدام مزيد من العنف في حال استمرار التظاهرات. لكن هذه المحاولات لا تبدو كافية لثني أهالي الجنوب عن حقهم في العودة.
الجنوب يرفض الاستسلام.. والمواجهة مستمرة
ما يجري اليوم في جنوب لبنان ليس مجرد تظاهرات عابرة، بل هو حراك شعبي يتجاوز الحسابات السياسية، ويؤكد أن أبناء الجنوب لن يفرّطوا بأرضهم مهما بلغت التحديات. الاحتلال يحاول فرض واقع جديد بالقوة، لكن إرادة الشعب أقوى من أن تُكسر. ومع استمرار مسيرات العودة وتصاعد الانتفاضة الشعبية، يبقى السؤال الأبرز: هل نحن أمام مرحلة جديدة من الصراع، أم أن الاحتلال سيرضخ أمام إرادة العودة؟ الأيام القادمة وحدها ستحمل الإجابة.