مقالات

“حينما أصبحت التكنولوجيا أداة للقتل: القصة الكاملة لاختراق الموساد للحزب عبر أجهزة البيجر”

“حينما أصبحت التكنولوجيا أداة للقتل: القصة الكاملة لاختراق الموساد للحزب عبر أجهزة البيجر”

مقدمة:

تمثل عملية تفخيخ أجهزة “البيجر” التي استخدمها حزب الله واحدة من أبرز العمليات الاستخباراتية في الصراع الإسرائيلي-اللبناني. من خلال عملية معقدة، استطاع الموساد الإسرائيلي تحويل أجهزة اتصال إلى أدوات للدمار، مما أحدث خسائر بشرية ومادية ضخمة .

الخطة الاستخباراتية:

1. التخطيط الطويل الأمد:

• بدأت العملية عام 2015 كجزء من استراتيجية طويلة الأمد تستهدف نقاط ضعف حزب الله.

• ركز الموساد على أجهزة البيجر باعتبارها وسيلة اتصال آمنة يستخدمها الحزب بشكل واسع، خاصة في المناطق ذات الاتصال الخلوي الضعيف.

2. تأسيس شبكة الشركات الوهمية:

• أُنشئت شركات وهمية في دول مثل المجر، قبرص، وسنغافورة لتكون واجهات قانونية لتوزيع الأجهزة.

مبنى
مقر شركة بي أيه سي كونسالتينغ في بودابست

• تم تسجيل هذه الشركات بأسماء وهمية مرتبطة بشخصيات غير إسرائيلية لضمان إخفاء مصدرها الحقيقي.

كريستيانا بارسوني-أرسيدياكونو “صاحبة” الشركة المشتبه في تصنيعها أجهزة البيجر؟

• وظفت الشركات للوصول إلى المصنع التايواني “غولد أبولو” الذي ينتج أجهزة البيجر المستخدمة.

3. التلاعب بالتصنيع:

• جرى شراء أجهزة “بيجر” طراز “Apollo AR924” من الشركة التايوانية عبر طلبات تجارية عادية.

• بعد شراء الأجهزة، نُقلت إلى مختبرات الموساد الإسرائيلية لتعديلها، حيث شملت التعديلات:

• زرع متفجرات دقيقة داخل البطاريات.

• إضافة شرائح للتحكم عن بُعد باستخدام إشارات مشفرة.

• برمجة الأجهزة بحيث تبدو طبيعية عند الاستخدام.

4. التجارب والتحسينات:

• خضعت الأجهزة لاختبارات دقيقة لضمان أن التفجيرات تستهدف المستخدمين المستهدفين فقط دون إلحاق الضرر بالآخرين.

• صُممت المواد المتفجرة لتكون صغيرة الحجم لكنها قوية بما يكفي لتحقيق الأهداف القاتلة.

5. التوزيع عبر وسطاء:

• أُرسلت الأجهزة إلى لبنان عبر وسطاء تجاريين مستقلين، ما جعل عملية تتبع المصدر مستحيلة.

• قُدمت الأجهزة على أنها أدوات اتصال آمنة وحديثة، ما دفع حزب الله لشرائها بكميات كبيرة دون شك.

6. تأمين السرية:

• لم يُترك أي دليل يربط العملية مباشرة بإسرائيل.

• ظهرت الأجهزة كمنتجات قانونية تمامًا، مما جعل كشف العملية شبه مستحيل.

التنفيذ والتداعيات:

التفجير المتزامن:

• في صباح 17 سبتمبر 2024، انفجرت الأجهزة بمجرد محاولة استخدامها.

أحد الأجهزة المنفجرة

• أسفرت العملية عن:

• إستشهاد 12 قائدًا ميدانيًا من حزب الله.

• إصابة العشرات من المقاتلين والمدنيين.

المرحلة الثانية:

• بعد يوم واحد، انفجرت أجهزة ووكي توكي مفخخة خلال جنازات الشهداء، ما زاد من حجم الخسائر.

التأثير على حزب الله:

• أدت العملية إلى أزمة ثقة داخل الحزب، مع تعليق استخدام جميع الأجهزة الإلكترونية لفترة طويلة.

• أُثيرت شكوك داخلية حول احتمال وجود خيانة أو اختراق أمني.

الأثر النفسي والتنظيمي:

• زعزعت العملية الثقة بين أفراد الحزب.

• تسببت في شلل تنظيمي مؤقت مع إجبار الحزب على استخدام وسائل اتصال بدائية.

النتائج الاستراتيجية:

1. إضعاف القيادة الميدانية:أدى إستشهاد القادة الميدانيين إلى تقليص كفاءة الحزب العملياتية.

2. رسالة ردع:أظهرت العملية قدرة إسرائيل على اختراق حتى أكثر الوسائل أمانًا.

3. الضربة النفسية:تسببت العملية في أزمة ثقة واسعة داخل الحزب، مما أثر على تماسكه الداخلي.

استنتاج:

تمثل عملية تفخيخ أجهزة البيجر نموذجًا للحرب الاستخباراتية الحديثة، حيث تُستخدم التكنولوجيا كسلاح خفي خبيث لتحقيق أهداف استراتيجية دون الحاجة إلى المواجهة المباشرة. وبينما حققت إسرائيل انتصارًا استخباراتيًا كبيرًا، تبقى هذه العملية تذكيرًا قاسيًا بأن الثقة بالتكنولوجيا يمكن أن تتحول إلى أكبر نقاط الضعف.

“حينما أصبحت التكنولوجيا أداة للقتل: القصة الكاملة لاختراق الموساد للحزب عبر أجهزة البيجر”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
Scan the code
مرحباً..
كيف يمكنني مساعدتك