ترامب “المتهور” لم يتحدث كثيراً عن حرب غزة.. لماذا يا ترى؟
على الرغم من أن ملف الحرب في قطاع غزة والدعم الأميركي لإسرائيل بات يشكل أحد الاهتمامات الرئيسية بالنسبة للعديد من الناخبين الأميركيين، فإن المرات التي تطرق فيها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للحرب العنيفة قليلة جدا، على عكس نظيره الرئيس الحالي جو بايدن.
فبعد تفجر الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر، رأى ترامب الذي غالبا ما يطلق تصريحات حماسية، يصفها خصومه بـ “المتهورة”، أنه لو كان رئيساً لما اندلع هذا الصراع.
كما لوح في مقابلة مع Univision بعد شهر من اندلاع الصراع بانتقاد خجول نتنياهو وقال حينها إن “نصيحته الرئيسية لبيبي والإسرائيليين هي القيام بعمل أفضل في ما يتعلق بالعلاقات العامة لأن الفلسطينيين تفوقوا عليهم على ما يبدو”، في إشارة إلى تغير جو التعاطف الدولي مع الإسرائيليين في بداية الحرب، وانقلاب الرأي العام نحو انتقاد عنف الضربات الإسرائيلية على غزة وارتفاع أعداد القتلى الفلسطينيين المدنيين.
إلا أنه تراجع لاحقاً وانكفأ، ووجه تصريحاته في الموضوع نحو انتقاد ضعف خصمه بايدن، كما فعل في ملفات أخرى.
ما السبب؟
ما طرح العديد من التساؤلات حول الأسباب التي دفعت الرئيس الجهوري السابق إلى اتخاذ هذا الخط.
لاسيما أن فريق حملته الانتخابية لا يرى حتى الآن أي داع لتطرقه للحرب في غزة، على الرغم من تراجع التأييد بين الديمقراطيين لبايدن بسبب موقفه الداعم بقوة لإسرائيل وفشله في وقف إطلاق النار، بحسب ما أظهرت العديد من استطلاعات الرأي.
وفي السياق، قال جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق لترامب والذي أصبح منتقدًا شرسا له منذ فترة: من المذهل ألا تسمع في مثل هذه الظروف سوى القليل من ترامب”.
انتقام شخصي
إلا أن البعض رأى أن السبب “شخصي” إلى حد ما. إذ لم ينس ولم يغفر ترامب لنتنياهو تهنئته بايدن عندما فاز بالانتخابات الرئاسية عام 2020، حسب صيحفة نيويورك تايمز.
ورأت أن ترامب استغل صدمة الإسرائيليين عقب هجوم حماس لتصفية حساباته الشخصية مع نتنياهو.
ففي 11 أكتوبر، عزى ترامب هجوم حماس إلى افتقار نتنياهو للاستعداد، وكال المديح لحزب الله، واصفاً إياه بالذكي، ما أثار حينها موجة انتقادات.
كذلك، وجه بعدها اتهاما أو انتقادا مبطنا لنتنياهو حين كشف أن إسرائيل كانت ستشارك في اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني، لكنها انسحبت في اللحظة الأخيرة.
لكن مستشاريه نصحوه لاحقا بالتراجع والتوقف عن انتقاد نتنياهو علناً ، وفق ما كشف شخصان مطلعان.
فاستمع ترامب لنصائحهم وعمل بتوصياتهم، ونشر لاحقا على وسائل التواصل الاجتماعي بيانا أكد فيه أنه يقف إلى جانب نتنياهو وإسرائيل.
يذكر أن العديد من استطلاعات الرأي كانت أظهرات تراجعاً لتأييد بايدن، بين الناخبين الشباب في صفوف الحزب الجهوري بسبب موقفه من الحرب في غزة، وفشله في حث إسرائيل على وقف إطلاق النار.
مصدر المقالة : (العربية)