أسعار الأضاحي “نار”… وشراء معمول “بالقطعة”
كتبت ندى عبد الرزاق في صحيفة الديار:
قال السيد علاء الحمادي صاحب مزرعة لبيع المواشي في بشامون لـ “الديار” ان “هذا العام صعب على الجميع، وهناك مواصفات وشروط يجب ان تتوافر في الانعام المخصصة للأضاحي، اذ يجب ان يبدأ عمرها من 6 أشهر وما فوق، والوزن يتأرجح بين الـ 40 و42 كلغ، ويبلغ سعر الكيلو (عوس بلدي) اليوم 6.40$ ويتراوح سعر الخروف بين 270 و 300 دولارا بحسب الوزن”.
وأضاف “أسعار العجول مرتفعة جدا واستقدامها يكون بناء على الطلب، وسعر الكيلو اليوم يتراوح بين الـ 3.5 الى 4 دولارات تقريبا، والاسعار بدءا من 2400 دولار وما فوق. لذلك يجب دفع “عربون”، أي ضمانة مالية مسبقة من قبل الزبون او الشاري قبل الاستلام.
اما الشيخ رضوان العجمي الذي يُشرف على مشروع اضاحي ضخم فقال لـ “الديار”: “تبلغ تكلفة الحصة للشخص الواحد إذا كان وزن العجل حوالي 600 كلغ بين 275 و325 دولارا”.
وفي الوقت عينه، كشف الحمادي لـ “الديار” عن “ان هذا العام رغم الشظف والضيق المالي، الا ان العديد من اللبنانيين قرروا تقليل التكاليف من خلال تقاسم تكلفة الأضحية، وبذلك يصبح من الممكن أداء هذه الشعيرة دون تحميل الأفراد عبء مالي كبير”. لافتا الى “ان هذا النوع من التضافر يعزز روح التعاون والمشاركة بين الجيران والأقارب والأصدقاء، ويساهم في زيادة توزيع لحم الأضحية على عدد أكبر من الأسر، بما في ذلك المدقعين، مما يزيد من التأثير الإيجابي للأضحية في المجتمع”، مشيرا الى “قلّة استيراد المواشي من الخارج هذا العام بسبب ارتفاع تكاليف الشحن والايراد”.
من جهتها، قالت السيدة ربى العبد لـ “الديار”: “ارتفعت أسعار مكونات المعمول الأساسية كالدقيق والسكر والزبدة بشكل هستيري، وأصبحت الحشوة مثل الفستق الحلبي والتمر والجوز مكلفة جدا، نتيجة لانخفاض قيمة الليرة اللبنانية وتعاظم أسعار المواد الأولية. لذلك قررت شراء الحلويات الجاهزة، وقد بلغ سعر دزينة المعمول المحشي بالفستق الحلبي 10 دولارات، ومعمول الجوز 7 دولارات، والتمر 6 ، والمشكّل 7 ، وكيلو السواريه 15، واشتريت حبة من كل صنف، ومع ذلك الأسعار لم تكن منخفضة”.
وختمت “مع لهيب أسعار الأضاحي والمعمول في آن واحد، يجد اللبنانيون أنفسهم في موقف صعب خلال فترة الأعياد. اذ انهم من جهة، يسعون للحفاظ على شعيرة الأضحية التقليدية رغم التحديات المالية، ومن جانب آخر يتعين عليهم تحمل نفقات إضافية لشراء الحلويات التقليدية، التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من الضيافة. لكن رغم التحديات الاقتصادية الكبيرة، فإن روح العيد في لبنان تظل قائمة بفضل التعاون والمشاركة بين الأفراد، سواء كان ذلك من خلال الاشتراك في الأضاحي أو تقاسم الحلويات التقليدية. وتعكس هذه الممارسات قدرة المجتمع على التكيف والتضامن، مما يعزز قيم التكافل الاجتماعي والاتحاد حتى في أصعب الأوقات”.