دوليات

بين المكاسب المؤقتة والإخفاقات الاستراتيجية: اتفاق غزة في مرمى النقد الإسرائيلي ..

بين المكاسب المؤقتة والإخفاقات الاستراتيجية: اتفاق غزة في مرمى النقد الإسرائيلي ..

منذ الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بين “إسرائيل” والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، تشهد الساحة السياسية والإعلامية الإسرائيلية عاصفة من الجدل، وسط انتقادات لاذعة للطريقة التي أُديرت بها الحرب وللنتائج التي أفضت إليها.

اتفاق لا يحقق الأهداف المعلنة

وفقًا للمراسلة العسكرية للقناة “12” الإسرائيلية، ليلاخ شوفال، فإن الاتفاق لم ينجح في تحقيق الهدفين الرئيسيين اللذين وضعتهما القيادة الإسرائيلية لنفسها: القضاء على حركة حماس واستعادة الأسرى الإسرائيليين. وأكدت أن حماس، رغم الضربات العسكرية، لا تزال تُمسك بزمام الأمور كسلطة حاكمة في القطاع. وأضافت شوفال أن إطلاق سراح معتقلين من قادة الحركة إلى غزة يعزز مكانتها بدلاً من تقويضها.

انتقادات من داخل إسرائيل

لم يقتصر النقد على المراسلين العسكريين، بل امتد إلى أقلام الصحافيين والمحللين البارزين. آفي يسسخاروف، الصحافي في “يديعوت أحرونوت”، وصف الاتفاق بـ”السيئ”، مشيرًا إلى أن شبكة أنفاق حماس، التي تُعد من أعمدة قوتها العسكرية، لا تزال تعمل بدرجة كبيرة رغم استهدافها. وأوضح أن قدرات الحركة الإدارية والتنظيمية نجت من الهجمات، ما يعني أن البنية التحتية المدنية والعسكرية للحركة لم تُشل بشكل كامل.

وفي مقال نُشر في صحيفة “يسرائيل هيوم”، أكدت الكاتبة سارة كوهين أن حماس لم تخرج من الحرب ضعيفة، بل ما زالت قادرة على التفاوض وفرض مطالبها. ولفتت إلى أن الحرب التي استمرت أكثر من عام لم تحقق المكاسب الاستراتيجية التي كانت تسعى إليها “إسرائيل”.

حماس تُثبت مرونتها

على الجانب الآخر، أظهر الاتفاق قدرة حماس على الصمود والمناورة في ظل ظروف معقدة. فالحركة، التي تعرّضت لضغوط عسكرية هائلة واستهدفت بنيتها التحتية بشكل مكثف، لا تزال تحكم القطاع بقبضة قوية، وتتمكن من إبرام اتفاقيات تُظهرها كطرف فاعل وقادر على فرض شروطه.

إخفاق استراتيجي أم نجاح محدود؟

يبدو أن القيادة الإسرائيلية تجد نفسها في مأزق استراتيجي، حيث لم تنجح في استثمار قوتها العسكرية لتحصيل مكاسب سياسية ملموسة. فبينما يُعتبر تدمير جزء من شبكة الأنفاق ومخازن الأسلحة إنجازًا عسكريًا، إلا أن عدم تحقيق الأهداف الكبرى، كالقضاء على حماس أو استعادة الأسرى، يُضعف من التأثير العام لهذه الإنجازات.

ما بعد الاتفاق: تحديات المستقبل

الاتفاق الحالي يفتح الباب أمام أسئلة ملحّة حول المرحلة المقبلة. هل ستتمكن “إسرائيل” من فرض شروط أكثر صرامة في المفاوضات المستقبلية؟ وهل ستُعيد النظر في استراتيجيتها العسكرية تجاه غزة؟ أم أن حماس ستستغل هذه الهدنة لتعزيز قوتها العسكرية وإعادة ترتيب صفوفها؟

خاتمة

رغم وقف إطلاق النار، فإن الصراع بين “إسرائيل” وحماس لم يُطوَ صفحته بعد. فالاتفاق الذي وُصف بـ”غير المكتمل” يعكس عمق التعقيدات في هذا النزاع .

بين المكاسب المؤقتة والإخفاقات الاستراتيجية: اتفاق غزة في مرمى النقد الإسرائيلي ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
Scan the code
مرحباً..
كيف يمكنني مساعدتك