أكد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل أنه و”مع كل خسارة تقع على منطقة في لبنان يتكبدها الشعب اللبناني برمته”، مشيراً إلى “أننا في مواجهة اسرائيل ذات التاريخ المعروف في لبنان والمنطقة وأمام ذلك لا يمكننا كلبنانيين إلا ان نأخذ موقفاً مسؤولاً بمعزل عن كل الحسابات الداخلية وكل الفوارق السياسية بيننا وبين “حزب الله”.
وشدد على أن “لقاء عين التينة الثلاثي لم يزعجه بالمضمون، لكن في الشكل ظهر أنّه مستفز”، لافتاً إلى أنه “في النتيجة هذه هي السلطة التي تحكم لبنان اليوم وعليها أن تتحمل المسؤولية”، ومؤكداً “أن لا أحد يستطيع تغييب المسيحيين عن دورهم”. مشددا على “عدم القبول باستغلال الوضع العسكري الخارجي لفرض رئيس على أي من اللبنانيين”.
وأكد “أننا في التيار الوطني الحر كنا نمد أيدينا لكل مستهدف في لبنان كما فعلنا مع السُنّة في اغتيال رفيق الحريري، فكيف لا يمكن أن نكون مع الشيعة اليوم؟”.
ولفتَ باسيل في مقابلة على قناة LBC إلى أنه “لا نستطيع إلا أن نفكر كيف نحفظ وجود لبنان فيما تعبِّر اسرائيل ومسؤوليها وكل الفكر التوراتي عن نظرتهم للبنان وكيف يعلمون اولادهم أن لبنان لهم وأخيرا وأنه يجب ألا يبقى موجوداً”.
وأوضح: “مضمون البيان الذي صدر عن الإجتماع الثلاثي في عين التينة لا نؤيده فقط بل تحدَّثت عن مضمونه ويوم استشهاد الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن عندما أشرتْ إلى ثلاث ضرورات، وهي تماماً ذُكِرت في بيان عين التينة وهي الوحدة الوطنية ومنع الفتنة وهنا ملف النازحين أساسي في هذا المجال، ثانياً وقف اطلاق النار وتنفيذ 1701ال وثالثا انتخاب الرئيس”.
وأشار الى أنَّه “بالمضمون لا يوجد أي مشكلة بالعكس، لكن في الشكل المشهد كان مستفزّاً”.
وأضاف: “هذه هي السلطة التي تحكم لبنان وهذا شكلها الحقيقي والمسيحيون لا يستطيعون أن يكونوا خارج الدور التاريخي المؤسس للبنان ولا أحد يستطيع تغييبهم ولا هم سيغيبون”، مضيفاً: “في لحظة معينة لا يكون المسيحيون ظاهرين في القرار، ولكن لا يمكن أن يتحدد مصير لبنان من دونهم”، معتبرا أنه “هذه هي السلطة الحاكمة اليوم وعليها أن تتحمل المسؤولية ونحن واجبنا الوطني يدفعنا الى التعبير عن وقوفنا الى جانبهم عندما يحتاجون الينا”.
وأكد أنه “بغياب رئيس الجمهورية يجب أن يكونوا أدركوا أنهم وحدهم لا يستطيعون أن يحملوا هذا الحمل، وهناك رئيس للبلاد يجب أن يكون على رأس هذه المهمة ومع المواقع الدستورية الأخرى يجب أن يتوزعوا المسؤولية حتى نستطيع أن نخلص البلد”.
وكشف باسيل أنه تحدث مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقائهما الاخير “بكل صراحة وبكل صدق لان اللحظة لا تحتمل وهو مدرك”، وأوضح: “قلت إن هذا الحمل لا يستطيع أن يحمله وحده في ظل المؤامرة الكبيرة على لبنان، ونتائج اللقاء كانت جيدة وظهرت خصوصا في موضوع رئاسة الجمهورية حين سقطت الشروط للحوار، والمهم أن نصل بنتيجة الى الانتخاب وأن نعمل لتأمين 86 صوتاً ليس للانتخاب بل ليكون هناك نصاب للجلسة”.
وقال: “النقطة الثالثة وهي الأهمّ اي التوافق على الرئيس وألا أحد يفرض رئيس للجمهورية على أحد”. مضيفا “هنا لا نريد أن يستعين أحد بالخارج وأن يفرض أحد رئيسا بنتيجة اعتباره أن هناك توازنات جديدة عسكرية تسمح له أن يفرض رئيساً، فكلبنانيين نريد إنتخاب رئيس للجمهورية يجمع بينهم”.
وتابع: “قلت للرئيس بري صراحة بأني لا أقبل أنه نتيجة وضع عسكري خارجي أن يتم استغلاله ويتم الفرض على أي من اللبنانيين رئيس”.
وشدد باسيل على “ضرورة التخفيف من الاذى الاسرائيلي”، قائلاً: “من يفرح بهذا الامر اليوم غدا سيدفع ثمنه ولا يكون تعلم من تجارب الماضي”، مشيرا الى أنه “من خلال هذا الكلام يغمز من قناة كل الذين اعتقدوا انه التاريخ والعصور أن التعامل مع الخارج يعزز لهم وضعهم الداخلي واكتشفوا بعدها أن هذا الخارج يتركهم”.
ولفت رداً على سؤال نه “يغمز من قناة بعض المسيحيين الذين كان لديهم سنة 1982 العدد والسلاح والمال والقوة والدعم من الخارج وفي حينها كانت اسرائيل في بيروت والولايات المتحدة والقوات الدولية كانت في لبنان وساروا في خيارات أوصلت الى انتخاب رؤساء جمهورية ولكن عملياً لم يستطيعوا الحكم”، موضحا أن “هذه التجربة أظهرت أنه حتى ولو وصلت اسرائيل الى مبتغاها، فهذا لا يعني أنها يمكن أن تستمرّ، ولا يمكن الاحتلال أن يدوم”.
وأكد “أننا شعب لبناني سنعيش مع بعضنا البعض”، مضيفاً: “لمن يرسم الخرائط الجديدة وأين سيعيش أبناء الطائفة الشيعية أقول له ان اللبناني من أي طائفة ليس سورياً ليعود إلى سوريا وليس فلسطينياً سيعود إلى فلسطين، ولذلك يجب أن نفكر بكيفية بناء المستقبل معه وسنعيش نحن واياه ويجب ان نفكر كيف سنبني مستقبلاً معه وليس كيف ننحره أو نستضعفه”.
وعن امكانية استغلال الولايات المتحدة لما يمر به لبنان للدفع باتجاه مرشحها لرئاسة الجمهورية العماد جوزيف عون، أكد باسيل أن “موقفنا معروف من التصنيفات هذه وبغض النظر عن خلافنا السياسي غير البسيط مع الثنائي الشيعي الذي نشأ خلال السنتين الماضيتين على مبدأ بناء الدولة والشراكة والاستراتيجية الدفاعية، لكن هذا لا يعني اليوم أن نفرض رئيساً من الخارج على اللبنانيين”، مشيراً إلى أن” أحد المخارج الجيدة من التفاهم مع بري أو من الاعلان الثلاثي بعين التينة هو انتخاب رئيس توافقي”.
أضاف: “يا ليت تم التوافق على هذا الامر سابقاً لكنا تفادينا الكثير من الأمور ولكن الان تم التسليم به ويجب التعاطي معه على هذا الاساس”، متسائلا “هل يمكن ان يصل احد الى الرئاسة ويتمكن من الحكم ويكون قسم كبير من اللبنانيين ضده؟”
وأكد أنه “مهما كان الرئيس لن نمنع وصوله لان وجود رئيس أفضل من غيابه ولكن السؤال الذي يطرح عليه أو على غيره هو كيف سيأتي رئيساً وقسم كبير من اللبنانيين ضده؟ فهل سيصل وهل سينجح بمعزل عن موقفنا منه وحينها ستثبت الايام كيف سيكون الفشل سريعاً وذريعاً”، مشددا على أنه “منذ البداية كان لدينا موقف ايجابي تجاه مرشحين وموقف سلبي تجاه عدد آخر، وليس لدينا مرشح لنا بل لدينا تعبير عن موقف أو ضد ببساطة كفريق سياسي ممثل للناس لديه موقف طبيعي بأي استحقاق دستوري”.
وردا على سؤال هل يعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع نفسه المرشح البديل عن جوزيف عون، أشار باسيل الى أنه “هو يعبر عما يعتبر، وكل شخص لديه خياره السياسي والوطني ويحصد النتائج جراءه”، لافتا الى أن “خيارنا الوطني نابع من قناعاتنا ومن مصلحة شعبنا”.
واضاف: “مصلحتنا الضيقة تفرض ألا يكون لدينا هذا الموقف اليوم لأنه خاسر ولكنني لا أفكر بمصلحة فريقي بل بالشعب اللبناني المرتبط به لأن الفتنة حاضرة لتظهر بيننا وبأي لحظة والتي تدمرنا وتأخذنا الى حرب أهلية”.
ودعا باسيل الى “الاسراع في انتخاب رئيس” قائلاً: “نحن كهيئة سياسية في التيار نجتمع ونتواصل ونقوم بالتقييم وحقيقة ليس لدينا مرشح بل لدينا تأييد لأشخاص وعدم تأييد لآخرين”، لافتا الى أننا “في عملية تشاور ثنائية لوضع لائحة بمن هو مقبول من كل فريق ومن هو مرفوض من كل فريق لنرى في النهاية اين سيصل التقاطع بين كل الافرقاء، وهل سيؤدي الى التقاطع على أكثر من إسم ليكون هناك مجال لاختيار حقيقي للرئيس وانا مع الاجماع واذا لم يتم فلنذهب الى التوافق العريض”.
وعن امكانية لم الشمل المسيحي للتمكن من الوصول الى انتخاب رئيس، أمل باسيل أن “يكون هناك وعي وحس مسيحي وحس وطني وأنه يجب أن نتلاقى على المبادئ الاساسية التي نحافظ فيها على وجودنا وعلى وجود الوطن”. وقال: “نبادر ونتصل بالجميع وليس لدينا لا عقدة ولا مشكلة مع أحد”، مشيرا الى أن “الرهان على انهم لن يتفقوا هو غير صحيح لأنهم اتفقوا في السابق ويمكن أن يتفقوا من جديد ولكن المهم أن نتفق على ما يجمع وليس على ما يقسّم”.
ورأى باسيل أن “الميدان والمعادلة العسكرية هما من يستطيعان ايقاف الحرب وعناصرها معروفة اما بالبرّ أو بتدخل أكبر لهذه الحرب، فلا يستطيع ايقافها رئيس للجمهورية”، داعيا إلى “التجهز لأن الحرب ستكون طويلة، وكل يوم ستبرز منها مظاهر جديدة”، لافتا الى انه “يجب ان نستعد في مجالات عدة، ومنها مثلا الموضوع التربوي، يجب ان نفكر ان لدينا عاماً دراسياً للطلاب يجب ألا نخسره وهكذا نكون نقاوم ويجب اعطاء المجال والحرية للمدارس”.
وأكد “أننا ندرك صعوبة الوضع لدى “حزب الله”، ولكنهم سيكونون جزءاً من القرار في ما خص الرئاسة إما بشكل مباشر أو عبر الرئيس بري الذي كان مولجا بهذا الموضوع من قبلهم على ما كنا نعرف قبل استشهاد السيد حسن نصرالله وقبل الهجوم الكبير على لبنان”، لافتا الى أنهم “لن يكونوا غائبين عن القرار”.
وعن الكلام الذي اطلقه مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي ووزير الخارجية الايراني عن عدم وقف اطلاق النار في لبنان الا بالتزامن مع اطلاق النار في غزة، قال باسيل: “ايران لا تستطيع أن تحارب بنا، ولا يمكن أن نكون وقوداً لها، وإذا كانت هي معنية، فلديها وسائلها وأحد الاسباب التي كنت من أجلها ضد وحدة الساحات أنني طرحت السؤال عن الساحات الأخرى أي سوريا والعراق وايران”.
وأضاف: “هذه الاستراتيجية لا يمكن ان تقع فقط على كاهل لبنان واللبنانيين”، مشدداً على ان “اللبنانيين لا يريدون هذه الحرب”، ومضيفاً: “لكن المشكلة هي ليست لا لدى ايران ولا لبنان بل لدى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يعتبر نفسه بن غوريون الجديد لاسرائيل وهذه فرصته ليكون كذلك ولديه الغطاء العسكري ليكمل بهذه المعركة”.
وأعرب عن اعتقاده أن “نتنياهو سيتوسع اكثر في حربه، وأن المشكلة ان الطرف الاخر هو المعتدي بخلاف كل القوانين الانسانية الدولية والتي تدمّر”، موضحا: “هل نصدق أن كل المراكز هي لحزب الله ونعرف كم من المباني تضرب وهي سكنية فقط لأن الهدف ترويع الناس وتهجيرهم وضرب المجتمع اللبناني ببعضه”، مؤكدا أن “هذه عملية تهجير قسرية تهدف الى ضرب الشعب اللبناني ببعضه”.
وذكّر باسيل بما كان يتحدث عنه منذ أعوام لجهة مواجهة إسرائيل بدولة قوية والآن وصلنا إلى ما وصلنا إليه، قائلاً: “نحن لا نستطيع أن نوقف نتنياهو، بل أن نحمي مجتمعنا من الداخل وكم قلنا في السابق أن المقاومة وحدها لا تستطيع الإنتصار بل يجب أن تكون تعمل مع الدولة”.
وأكد أن “التيار الوطني الحر يعمل مع كل المناطق سواء من تهجّر أو من صمدْ”، مضيفا: “رميش مصابة ولا أنسى عين إبل ودبل والقليعة الأبطال الذين أعلنوا اليوم بقاءهم في أرضهم وكل أهالي الجنوب الذين بقوا ونقول لهم أنتم الأبطال الحقيقيون، فمهما كنا معكم في الفكر والإتصالات قليل أمام صمودكم!”
وختم باسيل: “على الرغم من التهديد أصروا على البقاء، وهؤلاء يدافعون عن كل لبنان بتنوعهم، ولأننا جبارون كشعب سنصمد وقد مرت علينا أيام أصعب وبتضامننا مع بعضنا نعود للإنتصار”.