زيارة رئاسية لمواكبة الاستحقاق
دشّن رئيس الجمهورية اللبنانية ، العماد جوزاف عون، المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية بزيارة تفقدية إلى غرفة العمليات في وزارة الداخلية، حيث أكد الرئيس عون من وزارة الداخلية أن “الانتخابات فرصة للمواطن، وصندوق الاقتراع هو حقّه الطبيعي”، وقال ضع في الصندوق اللائحة التي ترى فيها مصلحة مدينتك أو بلدتك، فأنت وحدك، أيها المواطن، من يتحمّل هذه المسؤولية”، مشدداً على أن “الأجهزة الأمنية تلقّت تعليمات صارمة لمواكبة العملية الانتخابية وضمان حسن سيرها”.
وأضاف عون أن “دور البلديات رئيسي، وهذا الاستحقاق أساسي”، لافتاً إلى أن “مهمّتنا تأمين الحماية والأمن والسلامة للعملية الانتخابية، ومواكبتها طوال النهار”.
انطلاقة المرحلة الأولى في جبل لبنان
افتُتحت صناديق الاقتراع صباح الأحد في محافظة جبل لبنان، التي تشمل أقضية المتن، كسروان، جبيل، الشوف، عاليه، وبعبدا، ضمن أجواء هادئة وإجراءات أمنية مشددة تولّاها الجيش خارج المراكز وقوى الأمن داخلها.
أول انتخابات منذ 2016
تُعد هذه الانتخابات الأولى منذ تسع سنوات، بعد تأجيلات متكررة نتيجة الأزمات السياسية والاقتصادية والصحية، وهي تأتي بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، ما يعطيها طابعاً تأسيسياً جديداً في الحياة العامة.
ارتفاع ملحوظ في أعداد المرشحين والمرشحات
شهدت انتخابات جبل لبنان لعام 2025 تسجيل 7,252 مرشحاً يتوزعون على 333 مجلساً بلدياً، مقابل 6,797 مرشحاً في عام 2016. كما ارتفعت نسبة النساء المرشحات إلى 10.8% (783 مرشحة) مقارنة بـ7.8% (528 مرشحة) في الانتخابات السابقة، ما يعكس تنامياً في الحضور النسائي في العمل البلدي.
دعوة حكومية للمشاركة الواسعة
رئيس الحكومة نواف سلام، في رسالة له عشية الانتخابات، دعا اللبنانيين للمشاركة الفاعلة في الاستحقاق، مشدداً على أهمية البلديات في تطوير الحياة اليومية والإنماء المحلي.
وقال سلام في مقطع فيديو نشره عبر منصة “إكس”:
“مع انطلاق الانتخابات البلدية والاختيارية، أتوجه لجميع اللبنانيات واللبنانيين وأدعوهم للمشاركة فيها بكثرة. نحن بحاجة لتفعيل البلديات ودورها الانمائي، لأن انماء بلدنا يتطلب انماء بلداتنا. وهذه خطوة أولى نريدها كنقطة انطلاق للعمل على تطبيق اللامركزية الإدارية التي أقرها اتفاق الطائف ولكن تأخر تطبيقها أكثر من 35 سنة. لهذا السبب، أقول لكم: صناديق الاقتراع بانتظاركم”
الانتخابات بعد العدوان الإسرائيلي: اختبار للشرعيات
تأتي هذه الانتخابات بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، مما يضفي أهمية سياسية مضاعفة على نتائجها، سواء من جهة تجديد الشرعيات المحلية، أو اختبار صمود القوى السياسية التقليدية وبروز التيارات الجديدة حيث تُعتبر أول اختبار لمدى صمود القوى السياسية التقليدية، خاصةً في المناطق التي تأثرت مباشرة بالعدوان الإسرائيلي. تشير التحليلات إلى أن هذه الانتخابات ستعكس مدى ثقة المواطنين في قواهم المحلية، وقدرتها على إدارة شؤونهم في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية الراهنة .
