
وسط دموع الحشود وهدير الهتاف، شيّع لبنان اليوم الأمينين العامين لحزب الله، سماحة السيد حسن نصر الله و السيد هاشم صفي الدين، في مراسم مهيبة شهدتها العاصمة بيروت، حيث توافد مئات الآلاف من المشيعين من مختلف المناطق اللبنانية، إلى جانب وفود رسمية وشعبية من دول عربية وإسلامية.
بدأت مراسم التشييع من مدينة كميل شمعون الرياضية، حيث احتشدت الجموع منذ ساعات الصباح، وسط رفع الأعلام والشعارات التي تعكس حجم المشاركة الواسعة في هذا الحدث. شَقَّ موكب النعش طريقه بين الحشود التي امتلأت بها الشوارع المؤدية إلى طريق المطار، في مشهد عكس مدى التفاعل الشعبي مع الحدث.
موكب التشييع ومسار المراسم
انطلق موكب التشييع من المدينة الرياضية، مرورًا بشوارع بيروت وصولًا إلى باحة الضريح في طريق المطار، حيث سيدفن الشهيد السيد حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية، بينما سينقل جثمان السيد هاشم صفي الدين إلى مسقط رأسه في دير قانون النهر، حيث سيتم دفنه هناك يوم غدٍ الاثنين.
على طول الطريق، احتشدت الجماهير في مشهد لافت، حيث اصطف الآلاف على جانبي الطرقات، في تعبير عن اللحظة التاريخية التي تشهدها البلاد. ووسط هذا الحشد الضخم، كان لافتًا الوجود الإعلامي الكبير، إذ شاركت أكثر من 600 وسيلة إعلامية دولية في تغطية الحدث، ما يعكس الاهتمام العالمي بهذا التشييع.
حضور سياسي ودبلوماسي واسع
لم يقتصر الحضور على المواطنين اللبنانيين، بل شهدت المراسم مشاركة شخصيات سياسية ودينية من عدة دول عربية وإسلامية، حيث حضر وفد عراقي بارز، ضم قادة سياسيين ومسؤولين حكوميين .
كما سجلت المراسم مشاركة وفد من اليمن، إلى جانب شخصيات سياسية ودينية من سوريا، إيران، وفلسطين، ما أضفى على الحدث طابعًا إقليميًا يعكس امتداد التأثير السياسي للراحلين.
تحليق الطيران الإسرائيلي بالتزامن مع التشييع
بالتزامن مع مراسم التشييع، حلّقت الطائرات الإسرائيلية على ارتفاع منخفض فوق الضاحية الجنوبية وأجزاء من بيروت، ما أثار حالة من الترقب في الأوساط الأمنية. ووفق القناة 12 العبرية، نفذ الجيش الإسرائيلي 14 غارة جوية على مواقع في الجنوب والبقاع، في خطوة وُصفت بأنها “جزء من اتفاق أمني”.
ورغم ذلك، استمرت مراسم التشييع وفق المخطط لها، وسط تعزيزات أمنية مشددة وانتشار واسع للقوى الأمنية في محيط بيروت والضاحية الجنوبية.
مشاركة شعبية واسعة ورسائل متعددة
أعلنت اللجنة العليا لمراسم التشييع أن 79 دولة شاركت بشكل مباشر أو غير مباشر في الحدث، سواء عبر وفود رسمية أو تضامن شعبي، وهو ما يعكس مدى الاهتمام الإقليمي والدولي بهذه المناسبة.
ووسط هذا الحضور اللافت، عكست مشاهد التشييع رسائل متعددة، أبرزها التفاعل الجماهيري الواسع مع الحدث، إضافة إلى التأثير الذي تركه الراحلان في المشهد السياسي المحلي والإقليمي.
ختام المراسم وسط أجواء مهيبة
مع وصول الموكب الجنائزي إلى موقع الدفن، اختتمت المراسم وسط أجواء من التأثر والحضور الجماهيري الكبير. وعلى الرغم من التحديات الأمنية التي رافقت الحدث، إلا أن التشييع مرّ كما كان مخططًا له، ما يجعله أحد أبرز الأحداث الجماهيرية التي شهدتها بيروت في السنوات الأخيرة.