من درعا إلى الأنبار: إسرائيل تطرق أبواب العراق بعد رحيل الأسد !
من درعا إلى الأنبار: إسرائيل تطرق أبواب العراق بعد رحيل الأسد !
بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، تغيّرت موازين القوى في سوريا والمنطقة بشكل دراماتيكي. مع انهيار السلطة المركزية في دمشق، توسّعت إسرائيل في الجنوب السوري، لتقترب بشكل غير مسبوق من الحدود العراقية. هذا التحول جعل محافظة الأنبار، في غرب العراق، جزءًا أساسيًا من الحسابات الإسرائيلية. تل أبيب تراقب التحركات على الجانب العراقي من الحدود، في محاولة لاحتواء النفوذ الإيراني المتزايد.
سوريا بعد الأسد: إسرائيل على الطريق إلى الأنبار
لم يكن سقوط الأسد مجرد نهاية لحكمه، بل بداية لتحولات كبيرة في خريطة المنطقة. إسرائيل، التي كانت تعدّ سوريا جبهة مغلقة، أصبحت اليوم لاعبًا قويًا في الجنوب السوري، وتحديدًا في القنيطرة وريف درعا. هذا التقدم جعل من الشرق السوري منطقة مفتوحة أمام إسرائيل لمراقبة التحركات عبر الحدود نحو العراق.
لماذا الأنبار؟
الأنبار تعدّ نقطة استراتيجية تربط بين العراق وسوريا. في السنوات الماضية، كانت هذه المحافظة ممرًا رئيسيًا للفصائل المسلحة، حيث يتم نقل الأسلحة والمقاتلين عبرها. وفي إطار استراتيجية إسرائيل لاحتواء نفوذ إيران، أصبحت الأنبار محط أنظار تل أبيب.
قطع الطريق الممتد من طهران إلى بيروت
من خلال التمركز العسكري في الجنوب السوري، أصبحت إسرائيل قادرة على مراقبة هذا الطريق الممتد من طهران إلى بيروت، الذي يعتبر حيويًا بالنسبة للنفوذ الإيراني في المنطقة. يمر هذا الطريق عبر العراق وسوريا، ويستخدمه الحرس الثوري الإيراني والفصائل المدعومة من إيران لنقل الأسلحة والمقاتلين إلى حزب الله في لبنان.
التوغل الإسرائيلي: رقعة شطرنج جديدة
من خلال تواجد القوات الإسرائيلية في الجنوب السوري، تمكنت تل أبيب من السيطرة على عدة مراكز عسكرية سورية سابقة. هذا التواجد يمكّن إسرائيل من مراقبة الأنبار وتحركاتها، بما يعزز قدرتها على تنفيذ ضربات استباقية ضد أي تهديدات محتملة.
الأنبار في الحسابات الإسرائيلية
الأنبار ليست مجرد منطقة جغرافية، بل نقطة تلاقٍ للقوى الإقليمية. عبر مراقبتها، تستطيع إسرائيل:
• تعطيل خطوط الإمداد الإيرانية من العراق إلى سوريا ولبنان.
• مراقبة تحركات الفصائل المسلحة العراقية القريبة من الحدود.
• التأثير في معادلات النفوذ الإقليمي من خلال استهداف نقاط استراتيجية.
كيف يرى العراق هذا التمدد؟
بالنسبة للعراق، الاقتراب الإسرائيلي من حدوده يمثل تهديدًا للسيادة الوطنية. الأنبار، التي كانت بعيدة عن الحسابات الإسرائيلية، أصبحت اليوم ساحة للمراقبة والمواجهة غير المباشرة. الفصائل العراقية المدعومة من إيران ترى في هذا التمدد الإسرائيلي بداية لتصعيد قد يمتد إلى ما وراء الحدود السورية.
ختام:
إسرائيل، التي كانت تراقب الأحداث في المنطقة عن كثب، اقتربت أكثر من أي وقت مضى من الحدود العراقية. الأنبار أصبحت في دائرة الاستهداف الإسرائيلي، لكن هذه المرة عبر تموضع استراتيجي وليس غزوًا مباشرًا. في ظل هذا التغير الاستراتيجي، يبقى السؤال الأهم: هل سنشهد مواجهات مفتوحة بين إسرائيل والعراق، أم أن تل أبيب ستواصل مراقبة الوضع حتى تجد اللحظة المناسبة؟
تحليلات خاصة : أضواء اليقظة العربية
من درعا إلى الأنبار: إسرائيل تطرق أبواب العراق بعد رحيل الأسد !