
قصف متواصل لبورتسودان ونزوح جماعي من دارفور إلى تشاد
تواصلت هجمات الطائرات المسيّرة التابعة لقوات الدعم السريع على مدينة بورتسودان شرقي السودان لليوم الثالث على التوالي، مستهدفة منشآت حيوية، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء وتعليق الرحلات الجوية جزئيًا. في المقابل، أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 20 ألف شخص فرّوا من دارفورإلى تشاد خلال أسبوعين فقط، وسط تصاعد العنف في الإقليم المضطرب.
مسيّرات الدعم السريع تضرب منشآت حيوية في بورتسودان
استهدفت هجمات فجر اليوم الثلاثاء مستودعات الوقود في ميناء بورتسودان ومحيط المطار المدني، مما تسبب بتصاعد أعمدة دخان كثيف في محيط الميناء الجنوبي والميناء الرئيسي للمدينة الواقعة على ساحل البحر الأحمر، والتي تتخذها الحكومة السودانية مقرًا مؤقتًا لها.
وفي بيان رسمي، أعلنت شركة الكهرباء الوطنية أن محطة بورتسودان التحويلية تعرّضت لضربة مباشرة، مما تسبب في انقطاع شامل للتيار الكهربائي في المدينة، فيما تعمل فرق الطوارئ على تقييم الأضرار وإصلاح الأعطال.
تعليق جزئي لحركة الطيران
في ظل الهجمات، أعلنت هيئة الطيران المدني السودانية تعليق الرحلات الجوية من وإلى مطار بورتسودان بشكل جزئي حتى مساء اليوم، وأكدت أن شركات الطيران ستعيد برمجة رحلاتها وتنسيق أوضاع المسافرين.
نزوح مقلق من دارفور إلى تشاد
في موازاة التصعيد العسكري، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن نحو 20 ألف نازح عبروا الحدود إلى تشاد خلال الأسبوعين الماضيين، معظمهم من النساء والأطفال، هربًا من الهجمات الواسعة التي تشهدها مناطق شمال دارفور، لا سيما مدينة الفاشر وضواحيها.
وقال ماجات غيس، ممثل المفوضية في نجامينا، إن اللاجئين وصلوا في ظروف مأساوية، دون طعام أو مال أو وثائق، وبعضهم شاهد منازله تُحرق أمام عينيه، واصفًا الوضع بـ”الوحشي والمثير للقلق”.
الفاشر تحت النار ومحاولات للسيطرة
تأتي هذه الموجة الجديدة من النزوح مع اشتداد المعارك في محيط مدينة الفاشر، آخر المدن الكبرى في دارفور الخارجة عن سيطرة قوات الدعم السريع، والتي تسعى لتعويض خسارتها للعاصمة الخرطوم الشهر الماضي.
أزمة إنسانية هي الأسوأ عالميًا
يُذكر أن السودان يشهد منذ أبريل/نيسان 2023 صراعًا دمويًا بين الجيش وقوات الدعم السريع، أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 13 مليون شخص، في ظل انهيار البنى التحتية والخدمات، ووسط تحذيرات أممية من أن البلاد تواجه “أسوأ أزمة إنسانية في العالم” حالياً
