الأخبارسياسةمحليات

قاسم: الحرب لم تنتهِ مع إسرائيل… والمقاومة خيار لا رجعة عنه …

أطلّ الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على اللبنانيين في كلمة مطوّلة بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، متناولاً ثلاثة عناوين محورية: تاريخ المقاومة، الوضع الحالي، والاستحقاق البلدي.

في خطابه الذي ألقاه اليوم ، أعاد قاسم التأكيد على أنّ “المقاومة لم تكن ترفاً أو خياراً عاطفياً، بل ضرورة وجودية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي”. واستعرض كيف نشأت مقاومة لبنانية واسعة، بدعم من قوى وطنية وإسلامية، لمواجهة عدوان ممنهج بدأ منذ ما قبل الاجتياح الإسرائيلي في عام 1982.

من الاجتياح إلى الانسحاب… إلى التأسيس للمكانة

شرح قاسم أن إسرائيل، منذ احتلالها الجنوب عام 1978، مرّت بمحطات سياسية وعسكرية هدفت إلى تثبيت احتلالها، أبرزها دعم “جيش لبنان الجنوبي” بقيادة سعد حداد، ثم محاولة فرض اتفاق 17 أيار عام 1983، إلا أن المقاومة أفشلته. وأضاف أن الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب عام 2000 شكّل “أول هزيمة من دون قيد أو شرط”، وكرّس لبنان كلاعب إقليمي يُحسب له حساب.

وقال قاسم: “المقاومة لم تعد مجرد فكرة، بل أصبحت مكوّناً أساسياً من مكوّنات الوطن”، مشدداً على أن هذا الانتصار نقل لبنان من موقع الضعف إلى موقع القوة، وأضاف: “لا يمكن أن نناقش بعد اليوم بأهمية المقاومة ودورها”.

المعادلة مستمرة: الجيش والشعب والمقاومة

أما عن الوضع الراهن، فرأى قاسم أن “الحرب مع إسرائيل لم تنتهِ بعد”، مستشهداً بآلاف الخروقات الإسرائيلية التي سُجّلت بعد وقف إطلاق النار. وأكد أن المقاومة تلتزم حتى اليوم بقرار الدولة اللبنانية، لكنها لا يمكن أن تبقى ساكتة إلى ما لا نهاية، قائلاً: “إذا فشلت الدولة في أداء دورها، فالخيارات الأخرى موجودة، لكن لا تسألونا ما هي”.

وأضاف أن العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان وغزة واليمن بدعم أميركي، لن يُضعف عزيمة المقاومة، بل سيزيدها صلابة، وقال: “نحن أبناء الحسين وسيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله… أمامنا خياران: النصر أو الشهادة”.

انتخابات بلدية: تفوق انتخابي وتحالف راسخ

وفي الشأن البلدي، اعتبر قاسم أن الانتخابات التي جرت مؤخراً شكّلت “رسالة في التمسك بالاستحقاقات الدستورية رغم العدوان”، وأشار إلى أن مشاركة حزب الله وحركة أمل حققت فوزاً “صاخباً”، بلغ حد التزكية في أكثر من نصف البلديات في بعض المحافظات.

وأثنى على التفاهمات الوطنية التي رافقت الاستحقاق، بما في ذلك إشراك شخصيات مسيحية في لوائح الحزب، واصفاً هذا التوجه بأنه “نموذج وطني جامع”، خصوصاً في بيروت وحارة حريك ومشغرة. كذلك أكّد على التحالف الاستراتيجي مع حركة أمل، واصفاً إياه بأنه “غير قابل للكسر”.

دعوة للدولة: أطلقوا إعمار الجنوب واستثمروا الفرص

وختم قاسم بدعوة مباشرة للدولة اللبنانية للبدء بخطوات جدية في إعادة الإعمار، مؤكداً استعداد دول عديدة، كالعراق وإيران، لتقديم الدعم إذا بدأت الدولة المبادرة. واعتبر أن الاستقرار الشامل لا يتحقق إلا بإشراك كل مكونات البلد، وأن “لبنان لا يُبتزّ بالإعمار ولا بالاستقرار”.

وقال في ختام كلمته: “هذه المقاومة باتت مجبولة بتراب الأرض اللبنانية، وهي ضمانة وجودها، ولا أحد يمكنه أن يزيحها عن مكانها”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى