
حرائق لوس أنجلوس.. الخسائر تتجاوز عشرات المليارات من الدولارات
تشهد ولاية كاليفورنيا، وتحديدًا مدينة لوس أنجلوس، موجة من الحرائق المدمرة التي التهمت مساحات شاسعة من الغابات والمناطق السكنية، مخلّفة خسائر مادية قدرت بعشرات المليارات من الدولارات. الحريق الذي أُطلق عليه اسم “حريق الألفية”، يعد واحدًا من أكبر الحرائق التي شهدتها الولاية خلال العقد الأخير.
الخسائر المادية والبشرية
وفقًا للتقديرات الأولية، تضررت آلاف المنازل والمباني التجارية، بينما أُجبر أكثر من 200,000 شخص على النزوح من منازلهم. وأشار المسؤولون المحليون إلى أن تكاليف إخماد الحرائق تجاوزت بالفعل 3 مليارات دولار، في حين قُدرت الأضرار الإجمالية للبنية التحتية والعقارات بمبلغ يزيد عن 20 مليار دولار.
وفي الوقت نفسه، أعلنت السلطات عن وقوع عدد من الإصابات بين رجال الإطفاء والسكان، فيما تم تسجيل أكثر من 10 حالات وفاة حتى الآن. كما أن التأثير على الاقتصاد المحلي كان هائلًا، حيث أُغلقت العديد من الطرق الرئيسية والشركات، ما أدى إلى تعطيل الحياة اليومية في المدينة.
الجهود المبذولة لمكافحة النيران
تعمل فرق الإطفاء ليلًا ونهارًا للسيطرة على الحرائق، بمساعدة طائرات الإطفاء المجهزة والآلاف من رجال الإطفاء المتطوعين والمحترفين. ومع ذلك، فإن الرياح القوية والظروف الجافة تواصل تأجيج النيران، مما يجعل مهمة السيطرة عليها أكثر صعوبة.
وأعلنت حاكمة ولاية كاليفورنيا، حالة الطوارئ في المناطق المتضررة، داعيةً إلى تقديم الدعم الفوري من الحكومة الفيدرالية. وتم تخصيص موارد إضافية، بما في ذلك قوات الحرس الوطني وطائرات مكافحة الحرائق، للحد من انتشار النيران.
التغير المناخي في دائرة الاتهام
يرى الخبراء أن التغير المناخي يلعب دورًا رئيسيًا في تزايد حرائق الغابات في كاليفورنيا. ارتفاع درجات الحرارة والجفاف المستمر جعل الغابات عرضة للاشتعال بسهولة، فيما يزداد الوضع سوءًا مع تزايد كثافة السكان في المناطق القريبة من الغابات.
تأثير كارثي على البيئة والحياة البرية
تسببت الحرائق في تدمير مساحات شاسعة من الغابات، مما أدى إلى نفوق الآلاف من الحيوانات البرية وتدمير موائلها. كما ارتفعت مستويات التلوث في الهواء نتيجة الدخان الكثيف الذي غطى السماء لعدة أيام.
خاتمة
حرائق لوس أنجلوس الحالية تُبرز الحاجة الملحة إلى اتخاذ تدابير أكثر صرامة لمواجهة تحديات التغير المناخي وإدارة الغابات بشكل أفضل. ومع استمرار جهود الإغاثة ومكافحة النيران، يبقى التعافي من هذه الكارثة تحديًا كبيرًا أمام السلطات والمجتمع المحلي.