الأخبارسياسةمحلياتمقالات

“بين التهديدات والمهلة: جنوب لبنان على حافة الانفجار”

“بين التهديدات والمهلة: جنوب لبنان على حافة”

مع اقتراب انتهاء مهلة الـ60 يومًا التي حددتها الأمم المتحدة للجيش الإسرائيلي للانسحاب من جنوب لبنان، يصبح التوتر في المنطقة أكثر وضوحًا. المهلة التي انتهت يوم الخميس 4 يناير 2025، وضعت أمام القوات الإسرائيلية خيارًا حاسمًا. كان من المفترض أن تنسحب القوات الإسرائيلية من المناطق التي تسيطر عليها في جنوب لبنان، في خطوة تهدف إلى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في نوفمبر 2024. ولكن مع عدم تحقق هذا الانسحاب حتى اللحظة، تزايد القلق بشأن رد فعل حزب الله في ظل التصعيد المتواصل من الطرفين.

تهديدات نعيم قاسم: صبر حزب الله على المحك

في تصريحات حادة مساء السبت، حذر الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، من أن صبر الحزب قد ينفد قريبًا إذا استمرت إسرائيل في تجاهل الالتزامات الدولية بالانسحاب. قائلاً: “صبرنا قد ينفد قبل أو بعد انتهاء المهلة”، في إشارة إلى أن حزب الله لا يرى نفسه ملزمًا بالصمت أو الانتظار في حال استمرت الخروقات الإسرائيلية. تصريحاته كانت بمثابة إنذار لإسرائيل وللمجتمع الدولي بأن الأمور قد تخرج عن السيطرة إذا استمر الوضع على هذا النحو.

مع إصرار حزب الله على أن مقاومته ستكون في الوقت والمكان الذي يختاره، تتزايد المخاوف من أن هذه التصريحات قد تكون مؤشرًا على تصعيد عسكري وشيك.

إسرائيل تلوح بتصعيد في المواقف

من جانبها، إسرائيل التي لم تُظهر حتى اللحظة أي نية واضحة للانسحاب الكامل من جنوب لبنان، تلوح في الأفق بتصعيد في المواقف. تشير التقارير إلى أن تل أبيب قد ترفض الانسحاب بشكل قاطع، معتبرة أن الوضع الميداني والتطورات العسكرية في المنطقة سيكونان عاملين حاسمين في اتخاذ قرارها. ووفقًا لبعض المصادر، قد يتطلب الأمر تنسيقًا دوليًا أكبر مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية لكي يتم تنفيذ الانسحاب بشكل كامل، مما يعقد الأمور أكثر.

إسرائيل ترى أن انسحابها من الجنوب يجب أن يكون مرتبطًا بتحقيق الأمن والاستقرار، وهي نقطة خلافية رئيسية مع حزب الله الذي يرى في الوجود الإسرائيلي في المنطقة احتلالًا مستمرًا، يجب أن يُنهي بشكل كامل.

اتفاق وقف إطلاق النار على حافة الانهيار

هذا الوضع يثير الكثير من التساؤلات حول مصير اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في نوفمبر 2024. الاتفاق كان يهدف إلى تهدئة الوضع بين الطرفين، ولكنه بدأ يترنح مع الخروقات المستمرة من قبل إسرائيل. التوغلات المتكررة في المناطق الجنوبية وتدمير الممتلكات التابعة لقوات حفظ السلام الدولية (اليونيفيل) تزيد من تعقيد الموقف، مما يضعف الثقة بين الأطراف المتنازعة. ومع تصاعد التهديدات من كلا الجانبين، يبدو أن الاتفاق قد ينهار قريبًا إذا استمرت الخروقات.

حزب الله مستعد لمرحلة جديدة من المواجهة

على الرغم من التحديات التي يواجهها، فإن حزب الله لا يزال متمسكًا بموقفه في مواجهة إسرائيل. يبدو أن الحزب يستعد للمرحلة المقبلة من المواجهة، والتي قد تتضمن ردًا عسكريًا حاسمًا إذا استمرت إسرائيل في خرق التزاماتها. هذا الرد العسكري قد يتخذ أشكالًا متعددة، من استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية إلى توسيع نطاق المواجهات في منطقة الجنوب اللبناني. ومع تصاعد الحشود العسكرية، فإن هناك تحذيرات من أن المواجهات قد تمتد إلى ما هو أبعد من الحدود اللبنانية، مما يزيد من احتمالات التصعيد الإقليمي.

مصير الوضع في الجنوب اللبناني: بين التصعيد والدبلوماسية

إذن، مع اقتراب نهاية المهلة المحددة، يتزايد القلق حول مصير الوضع في جنوب لبنان. الأمور معلقة بين خيارين رئيسيين: إما انسحاب القوات الإسرائيلية كما نصت عليه القرارات الدولية، أو تصعيد عسكري قد يشعل المنطقة بأسرها. حزب الله يواصل تهديداته، في حين تبقى إسرائيل حريصة على الحفاظ على وجودها العسكري في المنطقة. في هذا السياق، يتجه الأنظار نحو الدور الذي قد تلعبه الدبلوماسية في تجنب التصعيد، رغم التحديات الميدانية.

هل ستنجح الدبلوماسية أم سنشهد تصعيدًا جديدًا؟

يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح الدبلوماسية في تحاشي التصعيد، أم أن الأيام القادمة ستشهد تطورًا دراماتيكيًا في الجنوب اللبناني؟ مع تعقيد المشهد في المنطقة، يبدو أن كلا الجانبين يستعد لما هو أسوأ، ما يجعل التصعيد العسكري أمرًا محتملاً. ومع أن المجتمع الدولي يبذل جهودًا دبلوماسية لتهدئة الأوضاع، فإن المواقف المتصلبة من كلا الطرفين تجعل من الصعب التنبؤ بما سيحدث في الأيام القادمة.

“بين التهديدات والمهلة: جنوب لبنان على حافة”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
Scan the code
مرحباً..
كيف يمكنني مساعدتك