
صدر عن المكتب الإعلامي للحزب العربي الاشتراكي اللبناني بياناً بمناسبة عيد العمال جاء فيه :

في الأوّل من أيار، نرفع تحيّة عزّ لكل عامل لبناني وعربي ، في كل ميدان وقطاع، لكل من يقدّم الجهد والعرق من أجل بقاء هذا الوطن ونهوضه، رغم المعاناة اليومية والمصاعب المتراكمة.
يحلّ عيد العمال هذا العام في ظلّ ظروف اقتصادية واجتماعية وأمنية قاسية يعيشها اللبنانيون، حيث تتفاقم الأزمات وتتآكل القدرة الشرائية، فيما تغيب السياسات الحمائية وتتعطل آليات الدعم والإصلاح. وسط هذا المشهد القاتم، يبقى العامل اللبناني حجر الأساس في صمود المجتمع، بعزيمته التي لا تنكسر وإرادته التي لا تلين.
أمنيًا، يشهد كل لبنان، والجنوب تحديدًا، اعتداءات إسرائيلية متواصلة تهدّد حياة المدنيين وتقوّض الاستقرار. إن هذه الاعتداءات التي تتكرّر يوميًا تؤكد من جديد أن التهديد الخارجي لا يزال قائمًا، وأن المجتمع الدولي والقوانين الدولية وحدها لا تحمي لبنان، بل إن وحدة اللبنانيين وتماسكهم هي الدرع الأوّل في مواجهة كل محاولة لزعزعة الأمن والسيادة .
ومن رحم هذا التهديد، تتعاظم الحاجة إلى دولة عادلة تحمي أبناءها، لا أن تتفرّج على انهياراتهم. دولة تُبنى على الشفافية والكفاءة، لا على الصفقات والمحاصصات. دولة تضع الإنسان في قلب سياساتها، وتصون حقوقه الأساسية في الصحة والتعليم والسكن والعمل، بدل أن تتركه رهينة الانهيار.
إن العامل اللبناني لا يطلب صدقة ولا مكرمة، بل يطالب بحقه الطبيعي في وطن يحترم كرامته، ويكافئ جهده، ويؤمّن له حياة مستقرة في أرضه. وهذا الحق لن يتحقق إلا بإرادة وطنية صلبة، تنطلق من وجع الناس وتعبّر عن تطلعاتهم، لا من حسابات ضيقة ومصالح فئوية .
في هذه المناسبة، يجدّد الحزب العربي الاشتراكي اللبناني دعوته إلى إطلاق خطة إنقاذ وطنية حقيقية تنطلق من حاجات الناس وحقوقهم الأساسية، وترتكز إلى العدالة الاجتماعية، لا إلى تحميل الفقراء والعاملين المزيد من الأعباء. كما يشدّد على ضرورة إعادة الاعتبار لدور الدولة في حماية الحقوق وتوفير الضمانات الصحية والاجتماعية والتربوية، بما يحفظ كرامة المواطن ويعيد الثقة بمؤسسات الوطن.
إننا نؤمن أن بناء الدولة لا يكون إلا بترسيخ قيم العمل والإنتاج والعدالة، وأن خلاص لبنان يبدأ من احترام الإنسان العامل، وتمكينه في أرضه، وتحقيق التوازن بين الحقوق والواجبات ضمن دولة قانون تحترم أبناءها وتحاسب من يُهدر مقدّراتها.
في عيد العمال، نُجدد العهد بأن نكون إلى جانب كل عامل ومزارع ومعلّم وعسكري وموظف وكادح. سنبقى صوتهم، ودرعهم، ومدافعًا عن كرامتهم، في كل ساحة وموقع.
{المكتب الإعلامي}
بيروت في : ١ أيار ٢٠٢٥
” نقلاً عن صفحة الحزب الرسمية “