دولياتمحليات

الرئيس عون في الإمارات : صفحة جديدة تُفتح بين بيروت وأبوظبي ..وتأكيد على دعم عربي للبنان ..

في لحظة سياسية فارقة، زار رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون دولة الإمارات العربية المتحدة يومي 30 أبريل و1 مايو 2025، تلبية لدعوة رسمية من رئيس الدولة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان زيارة يمكن وصفها بأنها أكثر من بروتوكولية، إذ حملت مؤشرات قوية على بداية مرحلة جديدة في العلاقة بين لبنان ودول الخليج، بعد سنوات من الفتور والتباعد.

لقاء قمة… وعودة الثقة

الاستقبال الإماراتي الرسمي للرئيس عون في قصر الشاطئ بأبوظبي لم يكن فقط دليلاً على الاحترام، بل رسالة واضحة بأن الإمارات مستعدة لتطبيع العلاقات مع لبنان، ودعم مسيرته نحو الاستقرار. اللقاء الذي جمع عون بالشيخ محمد بن زايد تخلله تأكيد متبادل على أهمية التعاون الثنائي، وضرورة تعزيز العمل العربي المشترك، لا سيما في ظل الأزمات التي تعصف بالمنطقة.

المركزية | قمة لبنانية-اماراتية في ابو ظبي.. عون: الماضي اصبح وراءنا  والدولة بدأت تستعيد حضورها.. وآل نهيان: ندعم وحدة لبنان وسلامة اراضيه

بحسب البيان المشترك، شدد الطرفان على دعم سيادة لبنان ووحدته الوطنية، وعلى أهمية استعادة الدولة لدورها كاملاً على أراضيها، من خلال مؤسساتها الشرعية. وهي إشارة تلقاها كثيرون كدعوة ضمنية للالتزام بسياسة النأي بالنفس وتغليب منطق الدولة.

نتائج ملموسة: رفع الحظر وفتح أبواب الاستثمار

من الناحية العملية، أسفرت الزيارة عن جملة من الخطوات النوعية. أبرزها إعلان الجانب الإماراتي عن رفع وشيك للحظر المفروض على سفر المواطنين الإماراتيين إلى لبنان، وهو إجراء اتُخذ سابقاً لأسباب أمنية وسياسية. القرار سيُنفَّذ عبر آلية إلكترونية تضمن السلامة وتُعيد تنشيط الحركة السياحية والاستثمارية بين البلدين.

كذلك، تم الاتفاق على تشكيل مجلس أعمال مشترك، وعلى إرسال وفود إماراتية إلى بيروت لتقييم فرص التعاون في مشاريع تنموية، تشمل قطاعات حيوية كالبنية التحتية والطاقة والتعليم والخدمات العامة. صندوق أبوظبي للتنمية سيكون في صلب هذا الحراك الاستثماري.

السفارة تعود… والعلاقات تُرمَّم

من أبرز المؤشرات على تحسن العلاقات، إعلان الشيخ محمد بن زايد استعداد بلاده لإعادة فتح السفارة الإماراتية في بيروت، وهي خطوة تحمل طابعاً سياسياً واضحاً، وتُترجم نية الإمارات إعادة تموضعها الدبلوماسي في لبنان. كما تُرسل إشارة للمجتمع الدولي بأن الخليج لم يرفع يده بالكامل عن بيروت، وأن الأبواب لا تزال مفتوحة.

خطاب مختلف ورسائل واضحة

الرئيس عون بدا حريصاً خلال زيارته على تقديم خطاب متوازن، بعيد عن التشنج أو الاصطفاف، حين قال: “نحن نطوي صفحة الماضي ونفتح صفحة جديدة من الثقة والعمل العربي المشترك”، مضيفاً أن الدولة اللبنانية “بدأت تستعيد سيادتها ومكانتها، عبر تعاون كل مؤسساتها”.

أما سمو الشيخ محمد بن زايد، فكان أكثر وضوحاً في دعم لبنان، مؤكداً أن “استقرار لبنان جزء من استقرار العالم العربي”، وأن الإمارات “لن تتخلى عن الشعب اللبناني في هذه المرحلة الدقيقة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
Scan the code
مرحباً..
كيف يمكنني مساعدتك