“إسرائيل تُعيد رسم خطوط الاشتباك: انسحاب مؤجل من لبنان وحدود جديدة مع سوريا” !
في تقرير حديث نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين إسرائيليين، أكدت تل أبيب أنها لن تنسحب من جنوب لبنان إلا بعد التوصل إلى ترتيبات جديدة تضمن أمنها على طول الحدود اللبنانية-السورية. ووفقًا للمصادر، فإن هذه العملية قد تستغرق شهورًا وسط تعقيدات سياسية وأمنية متزايدة في المنطقة.
إعادة الحسابات الإسرائيلية
بعد التصعيد الأخير على الجبهات الشمالية لإسرائيل، بات واضحًا أن تل أبيب تنظر إلى الجنوب اللبناني ليس فقط كجبهة قتال مع حزب الله، بل أيضًا كخط مواجهة مع أي تهديدات محتملة من الداخل السوري. مع انهيار نظام الأسد وتوسع الجماعات المسلحة في سوريا، تسعى إسرائيل لإعادة صياغة استراتيجيتها الأمنية عبر فرض ترتيبات جديدة على الأرض.
أحد المسؤولين الإسرائيليين، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، صرّح بأن الوضع الأمني على الحدود اللبنانية-السورية بات معقدًا للغاية، مما يتطلب وقتًا إضافيًا لضمان تنفيذ ترتيبات تضمن تفوق إسرائيل الأمني. وأشار إلى أن هذه الترتيبات قد تشمل إقامة مناطق عازلة، ونشر أنظمة دفاع متقدمة، وتنسيق أوسع مع القوى الدولية.
جنوب لبنان بين الترقب والانفجار
وفي الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل تعزيز وجودها العسكري على طول الحدود، يعيش سكان جنوب لبنان تحت وطأة الإحتلال و التوترات المتصاعدة. مصادر محلية أفادت بأن الجيش الإسرائيلي يقوم بخروقات يومية لا تحصى و قام بتكثيف دورياته، وبدأ بتشييد تحصينات إضافية على الحدود، مما يثير مخاوف من تصعيد محتمل إذا لم يتم التوصل إلى تفاهمات سياسية.
حسابات دولية معقدة
الدور الدولي يبدو أكثر تعقيدًا في ظل غياب رؤية موحدة بين القوى الكبرى. فالولايات المتحدة تدعم خطوات إسرائيل بحجة تأمين حدودها، في حين تدعو الأمم المتحدة إلى تسريع الانسحاب الإسرائيلي لتخفيف معاناة السكان المحليين.
شهور حاسمة
مع تأكيد المسؤولين الإسرائيليين أن الانسحاب لن يكون سريعًا، تبدو المنطقة أمام مرحلة جديدة من التوترات، قد تشهد مواجهات إضافية أو ضغوطًا دبلوماسية لتسريع العملية. ومع ذلك، تبقى الرؤية غير واضحة بشأن طبيعة الترتيبات التي تسعى إسرائيل لفرضها، ومدى قدرة الأطراف الإقليمية والدولية على التوافق حولها.
بين الجمود الحالي والمخاوف المتزايدة، يظل السؤال: هل ستنجح إسرائيل في فرض واقع جديد على الحدود، أم أن الجنوب اللبناني سيصبح ساحة صراع جديدة لا نهاية لها؟
