جنوب لبنان بين النيران والأسلاك الشائكة ..
في تصعيد جديد يُعيد التوتر إلى جنوب لبنان، أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة عن وقوع اعتداءات إسرائيلية دامية استهدفت مواطنين لبنانيين حاولوا العودة إلى بلداتهم التي ما زالت تحت الاحتلال الإسرائيلي.
الحصيلة الأولية تشير إلى استشهاد مواطن في بلدة حولا، إضافة إلى إصابة تسعة آخرين بجروح تم نقلهم إلى مستشفى تبنين الحكومي لتلقي العلاج. وفي بلدة كفركلا، أصيب ثمانية أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة، ونُقلوا إلى مستشفى مرجعيون الحكومي.
مهلة انتهت وواقع معقد
تأتي هذه الاعتداءات بعد انتهاء مهلة الستين يومًا التي كانت مخصصة لانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان . ورغم انتهاء المهلة، لم تُنفذ إسرائيل الانسحاب الكامل، بل أصدرت بيانًا تحذيريًا يمنع السكان من العودة إلى 62 بلدة جنوبية، معتبرة أن أي دخول لهذه المناطق يُعرّض صاحبه للخطر.
في المقابل، أصدر الجيش اللبناني تعليماته للسكان بالابتعاد عن المناطق التي ينسحب منها الجيش الإسرائيلي، محذرًا من خطر الألغام والمخلفات الحربية التي تُشكل تهديدًا مباشرًا لحياتهم.
الجنوب بين الاحتلال والدماء
الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة تأتي في سياق استمرار الاحتلال في فرض واقع أمني وعسكري قاسٍ على المناطق الحدودية. السكان الذين يحاولون العودة إلى قراهم المحرومة من أبسط مقومات الحياة، يجدون أنفسهم تحت تهديد مزدوج: الاعتداءات الإسرائيلية من جهة، وخطر الألغام والمخلفات الحربية من جهة أخرى.
الوضع الإنساني في الجنوب يزداد سوءًا، حيث يحاول المواطنون بشجاعة استعادة حياتهم الطبيعية، رغم القمع الإسرائيلي المستمر الذي يسعى إلى منعهم من ذلك.
نحو مواجهة شاملة؟
تسود مخاوف من أن يؤدي التصعيد الإسرائيلي إلى اندلاع مواجهة عسكرية واسعة، خصوصًا مع تزايد الغضب الشعبي في لبنان نتيجة الاعتداءات المتكررة. هذا التوتر، إذا لم يتم احتواؤه، قد يُشعل فتيل أزمة أوسع في المنطقة، في ظل صمت دولي يثير الاستغراب أمام هذه الانتهاكات الصارخة.
خلاصة هذه الساعة
جنوب لبنان يعيش اليوم في مواجهة واقع مرير، حيث تتحول القرى إلى ساحات مواجهة، والأسلاك الشائكة إلى رمز للقمع والاحتلال. وبينما يستمر الاحتلال الإسرائيلي في انتهاكاته، يبقى الشعب اللبناني صامدًا، متمسكًا بحقه في العودة إلى أرضه وحياته.
الأيام المقبلة ستكون حاسمة في رسم معالم المرحلة القادمة، في ظل أفق سياسي وأمني يبدو أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى.
