انطلقت فعاليات مؤتمر “تمكين الأسرة… التأسيس الاجتماعي للحضارة الإنسانية”، الذي تنظمه جامعة “المعارف”، بحضور ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المونسنيور عبدو أبو كسم، ممثل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب السيد حسين حجازي، ممثل شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى الشيخ دانييل سعيد، وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم، ممثل وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي المدير العام للتعليم العالي الدكتور مازن الخطيب، ممثل سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان مجتبى أماني السيد علي رضا إسماعيلي، ممثلة القائم بأعمال سفارة العراق نور الهاشمي.
وحضر أيضا النائبان حسن عز الدين وإبراهيم الموسوي، الأمينة العامة للمجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتورة تمارا الزين، ممثل رئيس جامعة البلمند الدكتور إلياس حلبي، ممثلة رئيسة الجامعة العربية المفتوحة الدكتور غدي مقلد، ممثلة عميد كلية الصحة العامة في الجامعة اللبنانية الدكتورة بسمة رعد ، ممثل رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتور إيلي مخايل، إضافة إلى ممثلي رؤساء الأجهزة الأمنية والعسكرية، رؤساء الجمعيات والمؤسسات، ممثلي البلديات والفاعليات التربوية والثقافية والاجتماعية، رئيس وأعضاء مجلس أمناء جامعة المعارف، رئيس وأعضاء مجلس الجامعة، الهيئتين الأكاديمية والإدارية في الجامعة، وحشد من طلاب الدراسات العليا وشخصيات رسمية وديبلوماسية واجتماعية وباحثين عرب وأجانب.
علاء الدين
بعد آيات من الذكر الحكيم والنشيد الوطني وكلمة تقديم لمدير مكتب الاعلام والتواصل الدكتور طليع حمدان، ألقى رئيس الجامعة البروفسور علي علاء الدين، استهلها بالتذكير “بالحرب الهمجيّة على غزّةَ وأهلِهَا منذ أكثرَ من ستّةِ أشهر، واستمرارِ الاعتداءاتِ الصهيونيّةِ الوحشيّةِ على لبنانَ وجنوبِه، فألفُ تحيةٍ لكلِّ شهداءِ فلسطينَ ولبنانَ وإلى كلِّ من يدافعُ عنِ الأرضِ ويرسُمُ مستقبلَ العزّةِ للأجيالِ والأمّةِ”.
وأشار إلى أن “فصلَ رؤساءِ جامعاتٍ عالميّةٍ مرموقةٍ، والتّحقيقَ والضّغطَ على آخرينَ منهم، كما على الناشطينَ منَ الطلّابِ لمجرّدِ رفضِهِم وإدانتهِم لهذه الحرب، سيبقى وصمةَ عارٍ تلاحقُ داعمي القتلةِ مدى الحياةِ”.
وحيا “أصحابِ الضمائرِ الحيّةِ من أساتذةٍ وطلابِ جامعاتٍ وغيرِهمْ منَ الأحرارِ على امتدادِ هذا العالمِ الذينَ يرفعونَ صوتَهمْ ضدَّ هذا الظلمِ وهذا القتلِ المستمرِ إلى الآنَ”.
وقال: “نشهد في عصرِنا الحاليِّ هجمةً متواصلةً على مفهومِ الأسرةِ، حيثُ تُبذَلُ جهودٌ مستمرةٌ لتفكيكِ هذهِ الوحدةِ الاجتماعيةِ، بمَا هيَ نواةُ بناءِ المجتمعاتِ القويّةِ والسويّةِ والمستقرّة”.
أضاف: “إنّ العملَ على تمكينِ الأسرةِ ودعمِ استقرارِها يقعُ في قلبِ التحدّياتِ التي تواجهُنا، ونشتركُ فيها معَ الدّولِ والشّعوبِ التي تواجهُ الهيمنةَ والاستعلاءَ الغربيّين؛ والتي لا تعترفُ إلا بأنموذجٍ واحدٍ للأسرةِ من رجلٍ وامرأةٍ، هذا الأنموذجُ الطبيعيُ الذي عرَفَتهُ البشريةُ منذُ مئاتِ آلافِ السنينَ، والذي هوَ نقيضُ الدّعوةِ إلى كلِّ أشكالِ الأُسْرَة”.
ودعا إلى “العمل المشترَك معَ كلِّ المخلصينَ منَ الباحثينَ وأصحابِ الفكرِ على امتدادِ العالمِ لمواجهةِ هذا التطرّفِ غيرِ الأخلاقيِّ والذي لا يكتفي بطرحِ رؤيتهِ بلْ يريدُ فرضَهَا على الشّعوبِ والدّولِ الأخرى، والمساهمة في تعزيزِ الوعيِ بأهميّةِ الأسرةِ ومكانتِهَا الرّئيسةِ في المجتمعِ ضمنَ الرؤية التي يُقدّمُها المؤتمر”.
عتريسي
بدوره، تحدّث منسّق المؤتمر البروفسور طلال عتريسي عن “أبعاد الأسرة المتداخلة اجتماعيًّا وثقافيًّا ونفسيًّا وإنسانيًّا وحضاريًّا”، لافتًا إلى أن “هذا الموضوع بدأ في السنوات القليلة الماضية يتحول من تحد إلى تهديد بعدما تجاوز بعض الدول الغربية، “الحرب الناعمة” إلى ما يمكن أن نسميه “الحرب الوقحة” أو “الحرب اللاأخلاقية ” المباشرة، التي جعلت الشذوذ حقا من حقوق الإنسان، وجعلت الترويج له إلزاميًّا، بما في ذلك للأطفال في سنواتهم الدراسية الأولى”.
وقال: “نشهد اليوم، وفي بقاع مختلفة من العالم، انتقادات واسعة ودعوات للتحرّر، ليس فقط من السياسات الغربية، بل ومن ثقافاتها المهيمنة، وحتى من نظرياتها في العلوم الانسانية. كما أن الترويج للشذوذ، هو انقلاب واضح وغير مبرّر على الكيان الأُسْرَي الطبيعي الذي عرفته المجتمعات كافة منذ فجر التاريخ إلى اليوم”.
أضاف: “على النظام الأسري أن يدفع تكلفة هذا التقديس للحريات الفردية، لأن ما هو بديهي ومنطقي، أن يؤدي هذا التقديس للحريات الفردية”.
وتابع: “البعد الثقافي الفكري الذي نتناول من خلاله موضوع الأسرة، هو بالنسبة إلينا، أحد أهم وظائف الجامعة. وإذا كانت الشعوب اليوم تخوض معاركها من أجل التحرّر، ورفض الهيمنة، والاستقلال، واستعادة هويّتها، وتقدم أغلى التضحيات على جبهات عدة، ونموذجُها الأبرز والأقوى اليوم على جبهة فلسطين، فإن وظيفة الجامعة هي في خوض هذا الجانب الثقافي من معركة التحرر والاستقلال”.
وأوضح أن “مصطلح التمكين الذي وضُع للأسرة في هذا المؤتمر، صِيغَ من موقع الثقة بالنفس، بما هو تحدٍ واضح ومباشر، وبديل عن دعوات تمكين النساء والفتيات وكل أشكال الأسرة ومجتمع الشذوذ”.
وبعد انتهاء حفل الافتتاح، انطلقت أعمال المؤتمر وجلساته البحثيّة التي تستمر على مدى يومين، غدا الخميس وبعده الجمعة، وتُشارك فيها نخبة من المحاضرين والباحثين العرب والدوليين، وذلك في مبنى الجامعة – بلوك C.