
كشفت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأجيل انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان إلى ما بعد 18 فبراير، بعد أن كان من المقرر أن يكتمل الانسحاب بحلول هذا التاريخ وفق اتفاق وقف إطلاق النار. في المقابل، أفادت صحيفة جيروزاليم بوست أن واشنطن دعت تل أبيب إلى الالتزام بالجدول الزمني المحدد للانسحاب وعدم تأجيله.
إسرائيل تسعى إلى تمديد بقائها في جنوب لبنان
طلبت إسرائيل رسميًا من الإدارة الأمريكية الموافقة على تأجيل انسحابها من جنوب لبنان، مبررة ذلك بـ”الاعتبارات الأمنية” وعدم جهوزية الجيش اللبناني لاستلام المناطق التي ستخليها القوات الإسرائيلية. وتزعم تل أبيب أن انسحابها قبل ضمان الاستقرار الأمني في الجنوب اللبناني قد يسمح لحزب الله بإعادة تعزيز مواقعه، وهو ما تراه تهديدًا مباشرًا لأمنها.
وفق التقارير الإسرائيلية، فإن التأجيل الذي تطلبه إسرائيل سيكون لمدة 30 يومًا إضافية، بحجة استكمال الإجراءات الأمنية اللازمة على الحدود وضمان عدم ترك أي فراغ أمني قد يؤدي إلى تصعيد جديد.
الموقف الأمريكي والدولي
ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست أن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل بضرورة الالتزام بموعد الانسحاب، مشددة على أهمية تنفيذ الاتفاقات الموقعة وعدم إحداث تغييرات من جانب واحد.
من جانبها، تدعو الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى تنفيذ الاتفاق في موعده، حيث يرى المجتمع الدولي أن أي تأجيل إضافي قد يؤدي إلى توتر جديد في المنطقة، في وقت تسعى فيه الجهود الدولية إلى تثبيت الاستقرار على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية.
الموقف اللبناني
تؤكد الحكومة اللبنانية أن الجيش اللبناني مستعد للانتشار في المناطق التي ستنسحب منها إسرائيل، وأن لا مبرر لأي تمديد إضافي. كما شددت بيروت على أن أي تأجيل هو استمرار للاحتلال، وطالبت بضغط دولي لمنع أي محاولات إسرائيلية للمماطلة في تنفيذ الانسحاب.
على صعيد آخر، أعلن حزب الله رفضه القاطع لأي تمديد للوجود الإسرائيلي في جنوب لبنان، معتبرًا أن التأخير يُعد انتهاكًا لوقف إطلاق النار. وأكد الحزب أنه سيتعامل مع أي تمديد على أنه استمرار للاحتلال، ما قد يفتح الباب أمام خيارات أخرى في حال لم يتم الالتزام بالموعد المحدد للانسحاب.
في ظل هذه التطورات، لا يزال القرار النهائي بشأن الانسحاب الإسرائيلي مرهونًا بالتفاهمات السياسية والضغوط الدولية. وبينما تسعى إسرائيل إلى كسب المزيد من الوقت، ترفض واشنطن ولبنان أي تأجيل إضافي، ما يجعل الأيام المقبلة حاسمة في تحديد ما إذا كانت إسرائيل ستنسحب وفق الاتفاق، أو ستحاول فرض واقع جديد على الأرض.