“أهالي الجنوب يتحدّون الخطر: تصميم على العودة رغم الإنذارات الإسرائيلية وغياب الوضوح بشأن الانسحاب”
مع اقتراب انتهاء مهلة الستين يومًا التي حددتها اتفاقية وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، يعيش الجنوب اللبناني لحظات مشحونة بالتوتر والمصير المجهول. أهالي القرى الحدودية الجنوبية، الذين طالما تمسكوا بحقهم في أرضهم، يتجهزون للعودة رغم التهديدات الواضحة من الجيش الإسرائيلي والتحذيرات المتكررة من الجيش اللبناني.
مشهد العودة: تصميم يواجه الخطر
في ظل خروقات متكررة للاتفاق وتردد الجيش الإسرائيلي في تنفيذ انسحابه الكامل، أصدر الجيش الإسرائيلي بيانًا عاجلًا يحذر فيه الأهالي من الاقتراب من القرى الحدودية، مشيرًا إلى احتمال استهدافهم بشكل مباشر إذا حاولوا الدخول إلى المناطق التي ما زالت تحت السيطرة الإسرائيلية.
ورغم هذه التحذيرات، تتزايد الدعوات الشعبية في كفركلا، عيتا الشعب، وبيت ليف للتجمع والانطلاق في مواكب جماعية صباح الغد، في تحدٍّ واضح لكل محاولات الردع الإسرائيلية. يرى الأهالي في هذه الخطوة تأكيدًا لتمسكهم بأرضهم وحقهم المشروع في استعادتها، مهما كان الثمن.
الجيش اللبناني: بين التحذير والاستعداد
على الجانب الآخر، أصدر الجيش اللبناني بيانًا يدعو فيه المواطنين إلى التريث وعدم التوجه إلى المناطق الحدودية بسبب المخاطر التي تهدد سلامتهم، بما في ذلك الألغام والذخائر غير المنفجرة التي خلفها الاحتلال الإسرائيلي. ورغم ذلك، يؤكد الجيش استعداده الكامل لاستكمال عملية الانتشار فور انسحاب العدو الإسرائيلي، معربًا عن التزامه بحماية المواطنين ومتابعة الوضع الميداني عن كثب.
غموض في الموقف الإسرائيلي
مع انتهاء المهلة صباح الغد، لا تزال النوايا الإسرائيلية غير واضحة. هل سينسحب الجيش الإسرائيلي في اللحظات الأخيرة لتجنب التصعيد؟ أم أن هذه التحذيرات والتهديدات ما هي إلا مقدمة لتصعيد جديد في الجنوب اللبناني؟
الموقف على الأرض يشير إلى استمرار الاحتلال في عرقلة عملية الانتشار اللبنانية، من خلال تدمير البنية التحتية وعمليات الهدم الممنهجة التي تستهدف القرى الحدودية.
الجنوب على موعد مع قرار حاسم
في ظل هذه الأجواء المتوترة، يتجهز أهالي الجنوب لاتخاذ قرارهم الحاسم صباح الغد، متسلحين بإرادة صلبة وحقهم التاريخي في أرضهم، غير مكترثين بالتحذيرات التي تطالهم من جميع الجهات.
بين التصميم الشعبي والحذر الرسمي، يبقى الجنوب اللبناني في مواجهة مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي، فيما يترقب الجميع ما ستؤول إليه الساعات الحاسمة المقبلة.
“أهالي الجنوب يتحدّون الخطر: تصميم على العودة رغم الإنذارات الإسرائيلية وغياب الوضوح بشأن الانسحاب”
